الأحد، 8 يوليو 2012

اسباب النصر والهزيمة



يقال : إذا عرف السبب بطل العجب

فما هي أسباب هزيمة الأمة ..!


* وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ *

فعندما تكون الجماعة فرقة واحدة ذات مبادئ وقيم واحدة ومنهج واحد ثم يخرج من هذه الجماعة مجموعات كل مجموعة تتسمى بمسمى خاص بها وتختلف بمنهجها عن الأخرى لمجرد الرؤى وما تقتضيه مصلحة كل مجموعة على حدة ، حينها هل تُعتبر هذه المجموعات فرقة واحدة في ظاهرها ومضمونها ..!

تساؤل تبادر إلى ذهني حينما التقيت بالعديد من الشخصيات من ذوي القربى أو المعارف والزملاء من الذين ينتمون إلى المجموعات المشهورة في عالمنا الإسلامي والكل يدعي وصلاً بالجماعة ، فما هي هذه الجماعة التي نتحدث عنها ..؟

عندما أطرح هذه المسألة التي تبين المرجع الأصلي لهزيمة الأمة فيجب على كافة الأطراف التي تدعي تمثيل الإسلام أن يخضعوا للحق الذي جاء بالكتاب المبين وليس إلى إجتهادات فردية أو جماعية مقتصرة على طرف ما ، كما أنها لا تركن إلى دليل أو سند شرعي يعزز هذه الإجتهادات التي بالأصل مستندة إلى وجهات النظر والمصالح الذاتية لكل فرقة على حدة والإعتماد على روايات أو أحاديث ضعيفة وفي غير موضعها الصحيح ..

لماذا أركز على مثل هذا الأمر ؟ ولماذا أعتبره من أخطر وأهم الأمور التي أدت إلى هزيمة الأمة الواحدة ؟

إن التجاهل والتغاضي لهذا الأمر القوي التأثير على الأمة والمحافظ عليها من جميع الجوانب هو ما أدى إلى تفكيك الأمة الواحدة ذات المنهج الواحد وانخراطها في أنفاق الطائفية والفرق المتعددة المناهج ، وفتح الباب على مصرعيه لأعداء الله عز وجل ليمارسوا مزيداً من التضليل للأمة وبإسم الأمة مركزين على إثارة الشبهات والتأويلات لآيات كتاب الله العزيز الحكيم ، والتي يتلقفها ذوي المطامع والمصالح الذاتية لتتوافق مع توجهاتهم الضلالية مما يؤدي تشتيت عوام المسلمين وحصرهم في دوامة من الشكوك حول هذا وذاك وعليه تتمزق الأمة وتتفتت منساقة خلف تضليل المضللين من جميع الطوائف والفرق لغايات ذاتية ..

هذه الدوامة نتيجة التعاطي مع الأمر الواقع المفروض على الأمة لأحداث ماضية مرت بها وتم من خلالها ممارسة نفس الآداء وبصور وأشكال أخرى ، والهدف هو نفسه واحد في تفتيت الأمة الإسلامية وتفريقها وتشتيت شملها بالمفاهيم والمصطلحات والمسميات العديدة وفقاً لمطامع ومصالح ذاتية أو محصورة بنطاق القيود السلطوية للسياسة الدجلية المعاصرة التي فرضتها مراكز القوى في العالم على البشرية كافة ..

عندما أتحدث عن الطوائف والفرق وكثرة مسمياتهم فإنني أوجه الأنظار إلى أن المعترك المعاصر للأمة اليوم يواجه أخطر فتنة في الوجود الإنساني ويتمحور حول هدم الإسلام من قواعده ، وهو الدين الذي تزعم كل جماعة إتباعه وتفتخر بالإنتماء له ، كما هو واضح من تصريحاتهم وأقوالهم ، فعليهم إذن تأكيد هذه التصريحات والأقوال بالأفعال والممارسات الحية على أرض الواقع ، ويجب على أفراد كل هذه الطوائف والفرق أن يركزوا على الأحداث المدلهمة للأمة وخاصة في مواجهة هذا الغزو الموجه في جميع المجالات من الناحية الفكرية والإقتصادية والعسكرية والتي أدت إلى انصياع الأمة لإملاءات مراكز القوى والمؤثرات الداخلية والخارجية لإعتبارات دولية ومصالح تلك القوى المؤثرة في عالمنا الإسلامي ويقارنوا أفعال جماعتهم في التعاطي معها على ضوء كتاب الله وسنة رسوله وبدون إلتفاف أو تأويل أو ليّ لنصوص آيات الله وحرفها عن معناها القويم الظاهر منها ..

ففي نظرة شاملة لهذا الوضع نجد أن المسميات والتحزبات ما هي في الأصل إلا تكريساً لمزيد من التشتت والتفريق بين المسلمين وبالتالي يؤدي إلى إختلاف المناهج حسب رؤى ذاتية والمسنفيد الأول والأخير من كل هذا هم أعداء الله تبارك وتعالى ..

بينما المنهج الأساسي في الإسلام هو تطبيق أحكام الله عز وجل التي أوحى بها لرسول الهدى صلى الله عليه وسلم بدون استثناءات أو قياسات فقهية سقيمة لم تزد الأمة إلا خضوعاً وإستسلاماً للقوى الداخلية والخارجية الفاسدة والمدمرة للإسلام ، وذلك بالمراوغة وإيجاد المبررات للإلتفاف على ثوابت الإسلام والمعلوم من الدين بالضرورة ، إضافة إلى مزيد من التفريق بين عموم المسلمين ..

من هذا المنطلق نجد أن الأطماع والمصالح الذاتية أدت بشكل أو بأخر إلى تضليل عامة المسلمين عن الواجب الذي يجب ممارسته على أرض الواقع وبمبررات واهية لا يدعمها سوى إتباع الظن وما تهوى الأنفس للوصول لغايات وأهداف دنيوية مقدمة على الأهداف والمصالح الدينية التي هي من أوجب الواجبات بالإتباع ، فالحق أحق بالإتباع عما سواه وإن كثر سواد من هو أدنى من الحق ، إذ أن الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه ..

وتمهيداً لمعرفة ما يجب على من يزعم تمثيله للإسلام ويتيقن الآخرين من مصداقيته وخاصة من ينتمي لمن يزعم بذلك ، هو أن يدعو ذاك الممثل للإسلام كما يقول إلى تطبيق ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تطبيقاً عملياً وممارسة حية على أرض الواقع تأكيداً على صحة منهجه وإنتمائه لهذا الدين الحنيف كما يقول ، عندها سيتأكد كل أفراد الطوائف والفرق أيهم على حق وأيهم أضل سبيلا ..

كما يجب علينا معرفة المحاور التي يتحرك من خلالها أصحاب الهوى والأطماع ويستغلها أعداء الله عز وجل في ظل هذه الممارسات الضالة للأمة والتداعيات التي تنخرط فيها كل تلك الطوائف والفرق ..

فالصراع القائم والخلافات تقوم على عدة عوامل محورية مؤثرة على العالم الإسلامي منها :

1- المؤامرة العالمية ضد الإسلام تمهيداً للسيطرة الكاملة على عموم البشر مما يؤدي للوصول إلى مصادر الطاقة المؤثرة على الإقتصاد العالمي والتي يمتلك معظمها المنطقة العربية مهد الرسالة الخاتمة

2- إستغلال تقديم المصالح الذاتية لكل طائفة وفرقة وحزب وجماعة على حساب ثوابت الدين القويم

هذه المسألة لها حساسية بالغة الأثر وهو الذي نلمسه في توجهات الجميع ، ونلمسه في توسيع الهوة بين المسلمين وزيادة التفريق بينهم والتكريس على تفعيل عامل الإستفزاز بين الجميع وتشويه صورة الإسلام حسب إدعاء كل مجموعة بإنتمائها له ، وفي واقعها تمارس نقيضه تماماً وخاصة فيما يتعاطى به الجميع حول القضايا المصيرية للأمة ..

إن مثل هذه العوامل لا يمكن أن يكون لها صدى أو وقع في عالمنا الإسلامي ولا يمكن في حال من الأحوال إمكانية تفعيلها بين المسلمين فيما لو حققت تلك الطوائف والفرق ما جاء في الكتاب المبين حسب زعمهم بالإسلام ، إذ أن القرآن الكريم هو الأولى بالإتباع عما سواه لأنه القول الحق والحكم الحق بين كافة الخلق :

روي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : تكون فتن ، فقيل له : يا رسول الله فما المخرج منها ؟

قال : كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم . . . الحديث ، فهو المنقذ من جميع الفتن، وهو الدليل إلى سبيل النجاة ، والمحذر من أسباب الهلاك ، وهو الداعي إلى جمع الكلمة ، وهو المحذر من الفرقة والإختلاف ..

لذلك كان التجاهل والتسويف في تطبيق الكتاب المبين والسنة النبوية من أقوى نقاط الضعف التي سقطت فيها الأمة واستغلها واستثمرها أعداء الله عز وجل وذوي القلوب المريضة والعقول المخدوعة من هذه الأمة فأججوا وأثاروا وزادوا من شرر الفتنة في الدين بين عموم المسلمين ، وذلك لأن عموم المسلمين مغيبين عن معرفة ثوابت دينهم بكثرة تلك الإجتهادات الذاتية التي يتلقفونه من كل حدب وصوب من تلك الطوائف والفرق المنتشرة في عالمنا الإسلامي ، فأصبح كل صاحب هوى يتبع ما تهوى نفسه من تلك الإجتهادات الذاتية التي لا تعبر إلا عن إتباع الظن وما يُجاري هذا العصر الذي امتلئ بالمتناقضات الكثيرة والمختلفة ، ولمجاراتها كان لابد من إصدار مثل تلك الإجتهادات المضللة ، وليس هذا مقام سردها الآن ، فالهدف من الموضوع هو التركيز على النقاط الثابتة التي تجتمع عليها الأمة وتقوي شوكتها وتوحد كلمتها مما يبعث فيها الروح لإستعادة عزتها وسؤددها ..

وتوحد الأمة وتقوية شوكتها لن تكون أبداً في المصالح الذاتية أو الحزبية أو الإقليمية أو الدولية إنما تكون في توحيد المنهج على عقيدة واحدة – كتاب الله المحفوظ - نصرة لدين الله عز وجل أولاً وأخيراً ، وهذا هو الأساس في الإسلام ..

فالإجتهادات الذاتية : هي التي يستفيد منها جماعة ما - ولا تركن إلى مستند أو دليل شرعي من كتاب الله وسنة رسوله ، وهو تعريف لتلك الفرق والجماعات حسب التطورات والأحوال المتقلبة في هذا الزمان ..

من هم الجماعة التي أقصدها لتوحيد الأمة ؟

طبعاً بلا شك ، هم أهل الكتاب والسنة المجاهدون على تطبيق أحكام الله عز وجل والداعين له قولاً وعملاً ..

فلم يُنزل الله عز وجل الوحي المقدس على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم هكذا عبثاً ، ليأتي بعد ذلك نفر من الناس ليتأولوا كلام الله عز وجل حسب عقولهم ومنطقهم البشري ، فالبشر تختلف أرائهم ووجهات نظرهم ولا تتوحد هذه الخلافات إلا ضمن نطاق محدد ونظام موزون يضمن العدل والحق للجميع ، وهذا لن نجده إلا في المجاهدة في البحث والتحري على كيفية تطبيق ما جاء في القرآن الكريم وما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

فهذه المسألة على وجه الخصوص هي من تحدد هوية المسلم الحق ومعالم منهجه وتفرقه عن أولئك الضالين ، فهذه المسألة هي التي تشكل الصورة العامة للأمة المسلمة لله عز وجل وحده لا شرك له ، قولاً وعملاً ..

لذلك حينما أطرح مثل هذه المسألة التي تحدد هوية الجماعة ، أود من تلكم الطوائف والفرق أن يقدموا للجميع ما لديهم من بيّنات ليثبتوا أنهم يمثلون الإسلام أو أن لهم الحق في تمثيلهم للإسلام ..!

وهنا فإن الأقوال التي لا تؤكدها الأفعال مردوده على قائليها ومكذبة لهم بحكم ما نزل في القرآن الكريم من رب العالمين :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } (3) سورة الصف

عالمنا الإسلامي يزخر بالعديد من الطوائف والفرق ، وقد اختارت كل مجموعة منها مسمى يخصها مما أعان أعداء الله عز وجل لإستغلال مثل تلك المسميات ليزيدوا من الفتنة بين المسلمين وأضافوا عليها مصطلحات أخرى تميز فيها بين كل أولئكم الطوائف وفروعها ..

من أطلق هذه المصطلحات على هذه الطوائف والفرق ؟

ومن يُطبق القرآن الكريم حرفاً وحداً من كل تلكم الطوائف ؟

ولماذا كل جماعة منهم تتخذ مسمى خاص بها والكل يدعي الإسلام ؟؟؟

نعلم يقيناً أن المسلم صفته مسلماً وليس وهابياً ولا صوفياً ولا سلفياً ولا تبليغياً ولا أخوانياً ولا حزبياً ولا غير ذلك من تلك المسميات المنتشرة في عالمنا الإسلامي ، فالمنتمي للإسلام فهو مسلم فقط وبدون مذهبية ولا طائفية ، هذا إن كان بالفعل ينتمي إلى كتاب الله وسنة رسوله ( الإسلام ) ..

قد يقال إن هذا لتميز بعضهم عن بعض ، وهنا أرد قائلاً : لماذا هذا التميز بين المسلمين ! فهل ورد في الكتاب والسنة ما يدلل على ذلك ؟

إذن تلك المقولة ليس لها مصداقية في الحق ، ليس لها صحة في الإسلام ، والمفروض هو إتباع الحق وليس الظن وما تهوى الأنفس ..

فهل يوجد دليل من القرآن الكريم والسنة النبوية على وجود مثل هذه الطوائف والفرق في الإسلام ؟؟؟

إذن هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ..!

وهنا يحق للمسلم العامي أن يتساءل :

من يمثل الإسلام حقاً من تلكم الفرق والطوائف !

ومن يحق له أن يقول ذلك !

ومن الأحق بالإتباع !

إذن ما سبق يدلل ويؤكد على أن الجميع يسعى بعلم أو بغير علم لتمرير آرائه ومنطقه على البقية بغير مستند شرعي أو دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يبرهن على مصداقية منهجه أو طريقته في التعاطي مع المسائل المحيطة بالأمة أو المحيطة بكل طائفة وكل فرد مسلم ، ولا ننسى أن المستفيد الأول والأخير هو عدو لله ورسوله إن كان من دخل الأمة أو من خارجها ..

إذن دعونا نتعرف على الأمور التي تحفظ هذه الأمة حسب الضرورات التي ذكرها أهل العلم ، فهناك خمس ضرورات ينبغي على كل مسلم ناهيك عن كل فرقة وطائفة مراعاتها وتطبيقها ومقارنة أعمالها الواقعية مع ما هو لزاماً عليهم تطبيقه ، وهي كما يلي :

1- حفظ الدين : تحريم الشرك والبدع والردة وسب الدين والأمر بالدفاع عن الدين والعقيدة ضد المخالفين .

هنا نجد أن الأمة أضاعت المحافظة على الدين بقبولها القوانين الوضعية ومطالبتها بالديمقراطية المعاصرة ، فأين شيوخ الطوائف والفرق عن هذا الأمر الخطير لمدمر للإسلام الذي يزعمون الإنتماء له ..!

2- حفظ النفس : النهي عن كل اعتداء يمس بها كالقتل والتهديد , كما اوجب الاسلام القصاص لحمايتها ..

هنا نجد أن الأمة يقتل بعضها بعضاً من أجل المطامع الدنيوية والفساد بينما لا تُقام حدود الله عز وجل لمنع مثل هذه الحوادث في عالمنا الإسلامي ، فأين أولئك القادة والزعماء لتلكم الطوائف والفرق الإسلامية ..!

3- حفظ العقل : تحريم كل ما يفسده حسيا كان كالخمر والمخدرات أو معنويا كالتفكير الفاسد الذي يقود إلى الانحراف ... من جهة أخرى أمر بالتعلم والتفكر والاجتهاد ..

هنا نجد أن الأمة أصبحت تتقبل مثل هذه الأمور في محيطها الإسلامي وفقاً للتنازلات عن تحقيق أوامر الله ونواهيه تمشياً مع الأمر الواقع ، فأين أهل العلم والعلماء والدعاة وتأثيرهم الواقعي في محيط الأمة ..!

4 – حفظ النسل : تحريم الزنا و القذف الشذوذ الجنسي وقتل الأولاد بالإجهاض مثلا, ومن ناحية أخرى حث على الزواج ونهى عن الاختلاط ..

هنا نجد أن الأمة سيقت بمؤثرات عديدة لمزاولة مثل هذه الأمور بل ويدعو البعض للإختلاط عياناً بياناً ويحلل ذلك مستنداً للأمر الواقع المفروض على الأمة ، فأين تأثير قادة الطوائف الإسلامية ..!

5 – حفظ المال : بتحريم كل أكل لأموال الناس بالباطل كتحريم السرقة والرشوة الربا والغش والتبذير ومن جهة أخرى حث الاسلام على الكسب الحلال كالتجارة الحلال والاستثمار ..

هنا نجد أن الأمة تمارس بكل برود مثل هذه الأمور حسب فرض الأمر الواقع ، فأين تأثير القادة والعلماء من كل هذا بإعتبارهم مسلمين ينتمون للإسلام ..!

إن كل الخمس الضروريات في الإسلام التي عرضتها أعلاه من الضروريات التي يجب الحفاظ عليها وتطبيقها على كافة البشر وليس على المسلمين فقط ، وذلك حينما يكون شرع الله عز وجل هو المعمول به تطبيقاً عملياً على أرض الواقع عوضاً عن القوانين والأنظمة القاصرة عن فهم المصالح والمفاسد التي تتأثر به البشرية جمعاء ..

وهنا لنا أن نسأل كمسلمين عوام :

من يًطبق شرع الله عز وجل على أرض الواقع ؟ ومن يدعو البشرية كافة لتطبيقه ؟ من جميع الطوائف والفرق التي تدعي تمثيل الإسلام ..!

ومن يجب حقيقة إتباعهم في هذا العصر من كل هذه الطوائف والفرق ؟؟؟

إذن ينبغي على عقلاء الطوائف والفرق المنتشرة في عالمنا الإسلامي والمنصفين منهم والباحثين عن الحقيقة بينهم إغتنام هذه الفرصة المواتية للأمة في خضم هذه الصراعات العارمة في العالم الإسلامي لتوجيه الأمة للمفهوم الصحيح للإسلام وتطبيقه على أرض الواقع تطبيقاً عملياً والدعوة له في داخل كيان كل طائفة لتتفق الأفكار وتتوحد المناهج المختلفة في الطوائف والفرق على عقيدة واحدة في قالب واحد وهو الولاء والبراء لله عز وجل ، ومحاولة تجنب المطامع الذاتية لأجل مصلحة الأمة المكلومة بالقرارات والآراء والإجتهادات السقيمة العقيمة طيلة العقود الماضية لكي تسترجع الأمة مكانتها المفقودة وتستعيد هويتها المسلوبة ، وخاصة بعد زوال هاجس الأنظمة الفاسدة وتهاويها تحت ضغوط الشعوب ..

فبمن تستجير هذه الشعوب ؟ ومن يحافظ على دينها ونفسها ونسلها ومالها ..!!!

هل الإستجارة بأعداء الله عز وجل – الشرعية الدولية والمجتمع الدولي – ممن كرّس أجندته في تفريق الأمة وزرع الشقاق والصراع بينهم هم من ينقذ الأمة من هذه الديكتاتوريات المفروضين سابقاً على الأمة من قبل هذا المجتمع الدولي ..!!!

يا مسلم إن تنصر الله ينصرك ، والعالم الإسلامي يرزح تحت مفاهيم مسمومة ومضللة لإعتبارات ذاتية وفئوية وترزح تحت نيران أعداء الله عز وجل ، وأنت تسمع وترى ..

يا مسلم أمتك تُنحر نحراً أمام عينيك وأنت مازلت مشغولاً بمصداقية الطوائف والفرق وكتاب الله عز وجل بين يديك يكشف لك أولياء الله ويفضح لك أولياء الشيطان ..

يا مسلم ما لك وللطائفية والحزبية ، ولم يُطالبك من خلقك بهذه المسميات وهذا الإتباع الأعمى للطوائف والحزبية بلا تحقيق ولا تمحيص ..

يا مسلم القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين ولا يحتاج إلى فك رموزه وطلاسمه ليوضح مسارك في الولاء والبراء ، فهو كالشمس في رابعة النهار ..

يا مسلم إن من تراجع وتذبذب لم يُراعي حفظ الضروريات الخمس وجعل الخشية من الناس كخشية الله :

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً } (77) سورة النساء

يا مسلم لا تسلم عقلك لمن يديره بآرائه وحسب قناعاته متأولاً على كتاب الله عز وجل بما يخدم مصالحه ومصالح من يدعمه ..

فإتباع القرآن الكريم والسنة النبوية نجدها في الآدلة التالية من الوحي المقدس الذي نزل هدى وشفاء للعالمين :

{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (132) سورة آل عمران

{ .... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (7) سورة الحشر

{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ } (92) سورة المائدة

{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } (46) سورة الأنفال

يا قوم

{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } (13) سورة فصلت


أرجو من كل الصادقين والباحثين عن الحقيقة إن وجدوا ما ذكرته حقاً ويوافق الحق

أن ينشروه في المنتديات وفي المحافل الإجتماعية والثقافية وبين ذوي القربى

أنشروه عن طريق أدوات العلوم الحديثة بجميع أشكالها

حتى تصل لأكبر عدد ممكن من المسلمين

حرباً على المفسدين بآدواتهم وأساليبهم

فوالله لو تمكنت من نشرها قدر ما يستطيع البعض لما تهاونت في ذلك ثانية

فإنني أستبشر خيراً للأمة وإن كان ببعض الكبوات التي لا بد منها

تمحيصاً للفريقين في ظل التضليل عبر العقود الماضية

إنها سنة الله العزيز الحكيم

يصرف الأمور كيفما يشاء سبحانه
  1.  

السبت، 7 أبريل 2012